اغتيال بينظير (وليس بنازير) بوتو و صحف لم تراع حرمة الموت بصورة فاضحة

لقيت بينظير بوتو زعيمة المعارضة الباكستانية و رئيسة الوزراء السابقة مصرعها اثر عملية اغتيال منظمة يوم الخميس الماضى الموافق 27 ديسمبر 2007. و قد أصيبت بوتو فى بداية الأمر بطلقات نارية صوبت نحو رقبتها و صدرها أعقبها تفجير انتحارى مزق جسدها حول حشد من أنصارها فى مدينة روالبندى التى توجهت لها ضمن فاعليات مؤتمر انتخابى. و بالطبع فان الحادث بشع و دموى و سيظل محفورا فى ذاكرة التاريخ مع حوادث الاغتيالات البشعة السابقة و سوف يحيط بالموضوع العديد من التكهنات و الاستنتاجات و لكن لن نصل أبدا الى اجابة محددة للسؤل الذى يتردد و هو من قتل بوتو.
و بالطبع بعد حدوث أى حادث اغتيال مثل هذا فان الصحف و وكالات الاعلام تجد مادة خصبة لنقل الموضوع و ملاباساته و آخر نتائج التحقيقات أو الجهات المشتبه فيها مع تحليل سياسى لظروف المنطقة. أما ما أفزعنى و جعل الدماء تغلى فى عروقى فهو مطالعتى لأحد الصحف المستقلة (التى تعمدت ألاأذكر اسمها حتى لا أساهم فى الترويج لها) و قد و ضعت صورة لبوتو على الغلاف…. هذه الصورة كتب تحتها صورة نادرة جدا و لم تكن هذه الصورة لجثمان بوتو المتفحم اثر عملية الاغتيال و لا لها أثناء خطابها الانتخابى الأخير و لا حتى للانتحارى الذى فجر نفسه لينفذ آخر عملية اغتيال فى 2007 و لكنها بكل أسف لبوتو أيام الشقاوة و الدراسة الجامعية كما ورد بالبنط العريض فى الجريدة المحترمة، و فى الصورة تظهر فتاة (حيث أن البعض قد شكك أن تكون الصورة حقيقية كما ورد فى سياق الخبر بنفس المقال) ترتدى جيب قصير لغاية (ميكروجيب) و تضع ساقا فوق الأخرى بطريقة تناسب مغنية أو ممثلة أجنبية و ليس رئيسة وزراء لدولة اسلامية.
انى أتسائل عن جدوى نشر تلك الصورة فى هذا التوقيت و التعليق عليها بأنها ملكة سبأ العالم الاسلامى!!!!  ان الصحيفة بكل أسف تتعمد الاثارة الرخيصة لزيادة مبيعاتها من طريق سهل بدلا من تقديم مادة اعلامية قيمة و محترمة بدون مراعاة أى تقاليد أو بروتوكولات أو حتى حرمة الموت. وقد ندمت ندما شديدا على زوج الجنيهات الذى دفعته نظير تلك الصحيفة.
على كل حال رجعت بوتو من منفاها منذ شهرين لتواجه برويز مشرف و تجبره على التخلى عن موقعه كقائد للجيش و كانت تتحرك تحركا واسعا لتخوض الانتخابات و تحقق نصرا على خصومها و اكن واجهها خصما لم تستطع التغلب عليه و مواجهته و هو الموت. و بوتو الآن فى ذمة الله و هو سبحانه الوحيد العالم بملابسات ما حدث لها.

تعليق واحد

  1. تشهد الصحافة العربية انحدارا شديدا في عصر حرية الصحافة، ويبدو أن سيل البرامج الفضائية المستقطبة لجميع الجماهير، يبدو أنها دفعت بعض الصحف لحيز الإثارة بهدف تحقيق كسب مادي سريع لكنه بالتأكيد قصير الأجل.

    فالمصداقية واحترام القاريء هما استثمار طويل الأجل كالبنية التحتية وانشاء الطرق، أما قصر نظر البعض ورغبتهم في الكسب المادي حتى ولو كان على حساب ميثاق الشرف الصحفي، فلن يؤدي بصاحبه سوى إلى الإنزواء وياليتهم يثقون بضمير الجمهور، فهو قلب هذه الأمة النابض ولا يمكن خداعه باستمرار.

    شكرا لصفحتكم الرائعة.

اترك رداً على أحمد الشرقاوي إلغاء الرد